قناة علوم عظيمة على اليوتيوب

علوم التاريخ

ما الذي تعرفه عن عمر المختار، القائد المسلم المجاهد؟

إسمه عمر بن المختار بن عمر، وهو قائد مسلم جاهد ضد قوات الإحتلال الإيطالية منذ دخولها ليبيا وكان عمره 53 عاماً عندما بدأ، وخاض على أرض المعركة أكثر من عشرين سنة من الجهاد حتى إستشهاده.

omar-mokhtar.jpg (45 KB) ما الذي تعرفه عن عمر المختار، القائد المسلم المجاهد؟

 

قبل ذلك، كان يعمل معلماً للصبيان، وبعد مجيء قوات الغزو الأوروبي، حيث شارك في المعارك ضد القوات الفرنسية بين سنوات 1899 و 1902، وشارك في اخرى ضد البريطانيين في سنة 1908، ثم قاد الجهاد ضد الجيش الإيطالي بدء من سنة 1911، وبعد مسيرة كبيرة أذاق فيها قوات الغزاة الويلات ومرغ بأنوفهم الأرض، قبض عليه في عملية غادرة في 11 سبتمر 1931 بعد سقوطه من حصانه أثناء قتاله ضد قوات إيطالية تتضمن قوات ليبية عميلة كانت تترصده وأخذته في غفلة من أمره حيث كان يتنقل رفقة عدد قليل جدا من مرافقيه المجاهدين.
وفي 16 سبتمبر من نفس العام تمت محاكمته بالاعدام وما كان رده الا (إنا لله وإنا إليه لراجعون).

لقد قاد عمر المختار حملة الجهاد ضد الغزو الأوروبي الإيطالي على ليبيا في أغلب مراحله، حيث كان على رأس المجاهدين في مئات من المعارك ما بين 1911-1931، ولما أسره الإيطاليون بالطريقة الغادرة السالفة الذكر، عقدوا له محاكمة صورية قضت بإعدامه شنقا.. ووصل الأمر إلى ان لقبه الليبيون بـ"شيخ المجاهدين".

ومما أثر عن هذا الرجل الذي شهد له العدو قبل الصديق بشجاعته وشهامته، قولته الشهيرة: "سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي".

وهذا المقال، هو جانب مما يؤكد صدق هذه المقولة تحقيقا لا تعليقا.

 

 

المولد والنشأة
ولد عمر بن المختار بن عمر المنفي عام 1862 في قرية جنزور (منطقة الجبل الأخضر ببرقة) شرقي ليبيا لأسرة تنتمي إلى قبيلة "المنفة". توفي والده حاجّاً بمكة، فتولى الشيخ حسين الغرياني (شيخ زاوية جنزور السنوسية) رعايته بوصية من أبيه، فأدخله مدرسة القرآن الكريم بالزاوية.

الدراسة والتكوين
التحق عمر المختار بمعهد واحة الجغبوب التي كانت آنذاك عاصمة للدعوة السنوسية شرقي ليبيا، فدرس فيه -مدة ثماني سنوات- العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير.

وقد تميز بثقافة دينية عميقة وبشخصية قيادية عززتها نشأته في الصحراء حيث خبر القبائل وحروبها، وتعلم وسائل فض الخصومات البدوية، كما أصبح ماهرا بمسالك الصحراء.

التوجه الفكري
تربى عمر المختار منذ صغره على مبادئ الدعوة السنوسية ذات المنزع العلمي الجهادي، وهو القائل في ولائه لها: "إن قيمتي في بلادي -إذا ما كانت لي قيمة أنا وأمثالي- مستمدة من السنوسية".

الوظائف والمسؤوليات
شق عمر المختار طريقه نحو الزعامة مبكرا حين حاز ثقة مشايخ الدعوة السنوسية، فأسند إليه محمد المهدي السنوسي (شيخ الدعوة) مشيخة "زاوية القصور" بالجبل الأخضر 1897.

واختاره ليرافقه إلى تشاد لما قرر نقل قيادة الزاوية السنوسية إليها 1899، ثم عُين شيخا لزاوية عين كلكة هناك فساعد في نشر تعاليم الإسلام بتلك المناطق، ثم عاد إلى الجبل الأخضر سنة 1906 فتولى مجددا مشيخة "زاوية القصور"، وفيما بعد أصبح قائدا لمعسكرات السنوسية بالجبل الأخضر.

المسار الجهادي
شارك عمر المختار أثناء وجوده بتشاد في المعارك التي خاضتها كتائب السنوسية 1899-1902 ضد الفرنسيين الذين احتلوا المنطقة، وكانت لا تزال وقتذاك ضمن الأراضي الليبية.

وفي سنة 1908 دُعي للمشاركة في المعارك بين السنوسيين والقوات البريطانية على الحدود الليبية المصرية.

وفي 29 سبتمبر/أيلول 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي كانت ليبيا حينذاك جزءا منها، وبدأت السفن الحربية تقصف مدن الساحل الليبي.

يومها سارع عمر المختار بالعودة إلى "زاوية القصور" لتنظيم حركة الجهاد ضد الغزاة الإيطاليين، فشارك في معركة السلاوي أواخر 1911.

وتولى قيادة "المجلس الأعلى" للعمليات الجهادية الذى أدار أعظم المعارك في التاريخ الليبي مع المحتلين الإيطاليين، خاصة بعد انسحاب الأتراك من البلاد 1912 بموجب معاهدة لوزان التي تخلوا فيها لإيطاليا عن ليبيا.

وقد ألحق المجاهدون -بقيادة عمر المختار- بالغزاة هزائم مريرة، فقتلوا مئات الضباط والجنود، وخاضوا مئات المعارك في حرب استمرت عشرين سنة.

ولما انسحب السنوسيون من ليبيا إلى مصر 1922، ظلت الحرب قائمة بقيادته، وعندما حاصره المحتلون سنة 1926 في الجبل الأخضر لجأ إلى حرب العصابات فأجبرهم على طلب مفاوضته سنة 1929، لكنه رفض مطالبهم بوقف القتال والخروج من البلاد واستأنف قتالهم.

وفي إحدى المعارك سنة 1931 وبعد يومين من القتال المستميت وقع عمر المختار أسير في يد الإيطاليين.

وقد سجل التاريخ كلماته الأخيرة قبيل إعدامه عندما قال للضابط الإيطالي الذي كان يحقق معه: "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي".

استلهم الليبيون في ثورة 17 فبراير/شباط 2011 -وفي الذكرى المائة للاحتلال الإيطالي- تجربة عمر المختار الجهادية، فأطلقوا اسمه على جماعات مشاركة في المظاهرات الشعبية، ثم على ألوية عسكرية قاتلت كتائب العقيد الراحل معمر القذافي، كما ضمّنوا عَلمه الأسود ذا النجمة والهلال في علم الدولة بعد نجاح الثورة.

وفي سبتمبر/أيلول 2008 انحنى رئيس الوزراء الإيطالي وقتها سيلفيو برلسكوني أمام محمد نجل عمر المختار معتذرا عن فظائع بلاده بحق الشعب الليبي، وقورنت صورة انحائه ذلك بصورة التقِطت لعمر المختار مكبلا بالأغلال قـُبيل إعدامه.

وقد وُثقت قصة كفاح المختار في فيلم شهير للمخرج مصطفى العقاد بعنوان "أسد الصحراء"، أنتج سنة 1981 وأدى فيه الممثل أنتوني كوين دور عمر المختار.

الوفاة
تمكن الإيطاليون من أسر عمر المختار يوم 11 سبتمبر/أيلول 1931 بعد اشتباك مع قواته، وقدموه لمحاكمة عسكرية صورية في بنغازي حكمت عليه بالإعدام شنقا، فنفذ فيه الحكم -أمام آلاف الليبيين- صباح يوم 16 سبتمبر/أيلول 1931.

 

أقوال شهيرة مأثورة عن عمر المختار:

  • نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت.
  • سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التى تليه أما أنا فإن حياتى ستكون أطول من حياةِ شانقى.
  • إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
  • إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويه.
  • من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر.
  • يمكنهم هزيمتنا إذا نجحوا باختراق معنوياتنا.
  • لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
  • نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح.
  • إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح.
  • نحن لا نبخل بالموجود ولا نأسف للمفقود
  • إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، انا لله وانا اليه راجعون.
  • إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله , لا يمكن أن تكتب كلمة باطل.
  • إن وقوعي في الأسر بكل تأكيد بأمرٍ من الله وسابق في علمه سبحانه وتعالى، والآن أنا بين يدي الحكومة الإيطالية الفاشستية وأصبحتُ أسيراً عندها والله يفعل بي ما يشاء. أخذتموني أسيراً ولكم القدرة أن تفعلوا بي ما تشاؤون، والذي أريد أن أقوله بكلّ تأكيدٍ لم أفكر في يومٍ من الأيام أن أسلم نفسي لكم مهما كان الضغط شديداً. لكن مشيئة الله أرادت هذا، فلا رادّ لقضاء الله (عند أسره على أيدي الإيطاليّين).
  • الحكم حكم الله لا حكمكم المُزيَّف، إنا لله وإنا إليه راجعون (مبتسماً، عند سماعه الحكم عليه بالإعدام شنقاً).
  • تلى على منصّة الإعدام آيات من القران الكريم: "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

 

في الفيديو التالي، تجدون مختصرا لمسيرة عمر المختار الجهادية:

 

السابق
جيف بيزوس
التالي
5 مهارات أساسية يجب أن تتوفر في كل صاحب بيزنس

0 تعليقات

أضف تعليقا

اترك تعليقاً