مرحبا بكم،
في هذا المقال سأقوم بشرح التكنولوجيا الجديدة لشبكات الإتصال من الجيل الخامس (5 جي / 5g)، ونوضح أبرز مميزاتها ومكامن قوتها، وكذا جوانبها المضرة سواء على الإنسان والبيئة على حد سواء، كما وسنتطرق للموضوع الذي أثير بشأن علاقتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) مؤخرا ومدى صحة الموضوع.
إذا، ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس "5 جي"؟
إذا ما أردنا الإختصار عليكم، فشبكات اتصال الجيل الخامس ما هي إلا تقنية لاسلكية أخرى، عملها الأساسي هو ربط مختلف الأجهزة الإلكترونية، ونقل البيانات عبر الهواء (لا سلكيا) من أبراج خلوية إلى هذه الأجهزة، والعكس كذلك، ويشمل الأمر أجهزة الهاتف، الحواسيب، أجهزة التلفاز، الثلاجات، السيارات، الحافلات.. بل لأبواب المنازل ونوافذها المتوفرة على أنظمة رقمية.. نعم، صحيح ما قرأت، سوف يمكنك ربط كل شيء يمكن تضمين أنظمة إلكترونية فيه.
ما هي أبرز مميزات تقنية الجيل الخامس 5G؟
إن من قرأ ولو القليل عن التقنية الجديدة في مجال الشبكات والإتصال المسماة ب "تكنولوجيا الجيل الخامس" وإختصارا ب "5 G" يعلم أن من بين أبرز مميزاتها هي توفير سرعة فائقة في نقل البيانات بالمقارنة مع تكنولوجيا الجيل الرابع الحالية (4G)، ولا مجال حتى للمقارنة مع الجيل الذي كان قبلهما (الجيل الثالث 3G) من هذه الناحية، حتى أنه يتوقع أن تقاس سرعة الانترنيت بال"جيغا بايت" في الثانية، عوض ال"ميغا بايت" في الثانية كما يحصل اليوم لدى إستخدام شبكات الجيل الثالث والرابع.
لكن الأقوى من ذلك تقنيا، هو توفيرها ربطا كاملا وواسعا بين مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية، حتى أنه يمكن ربط منتجع او مجمع شركات (وليس فقط منزل أسري أو عائلي) بأكمله وبكل مكوناته القابلة للربط رقميا دون أدنى مشكلة !
السر في كل ذلك، لربما يكمل في التردد العالي الذي ستكون هذه الشبكة قادرة على استخدامه، والذي قد يصل لنحو 30 جيغاهرتز أو اقل بقليل ! نعم، إلى هذا الحد قد تصل قوتها حسب ما تم وصفها، وفي هذا المستوى سيطلق عليها إسم "شبكة الجيل الخامس الميليمترية".
كيف تعمل تقنية الجيل الخامس 5G ؟ ولماذا هذا الجدل الدائر حولها؟
إن النقطة الاخيرة التي ذكرناها تتضمن عيبا كبيرا، حيث ان الرفع من التردد يعني "إنكماش" الموجة الناقلة، أي أنها تصبح قصيرة نسبيا، مما يعني حاجتها لعدد هوائيات أكبر من شبكات الجيل الرابع وباقي الشبكات ذات التكنولوجيا المتنقلة بشكل عام.
في الحقيقة، أن ناقل التردد الذي سيعتمد بشكل أساسي في شبكات الجيل الخامس هو 3.5 جيغاهرتز، وهو قريب جدا من التردد الحالي لشبكات الجيل الرابع (وكذا الثالث) لذلك لن يظهر فرق كبير في باديء الأمر من حيث عدد الهوائيات المطلوبة للربط ونقل البيانات، لكن مميزات الشبكة أيضا لن تكون في أقوى حالاتها، ولكنها تظل أفضل بكثير من الاجيال التي قبلها، خصوصا فيما يتعلق بالسرعة.
فمثلا، لو كنا نتحدث عن ملف بحجم 3 جيجا (فليكن فيلم full hd مثلا) نجد أن تحميله عبر شبكات الجيل الثاني قد يتطلب بضعة أيام، بينما سيتطلب أكثر من ذلك بكثير باستخدام شبكة اتصال من الجيل الأول، وقد يكون تحميله مستحيلا (يأخ وقت طويل قد يصل لأسابيع او حتى اشهر، حيث من غير ممكن ضمان إبقاء الإتصال مربوطا فيه)، بينما يتطلب ما يقارب او يفوق ساعة باستخدام شبكة اتصال من الجيل الثالث (حسب قوة الاتصال ومدى القرب من الهوائي)، أما في الجيل الرابع فسيتطلب بضع دقائق فقط... أما في إتصال عبر شبكة من الجيل الخامس، فيفترض أن لا يتطلب تحميل الملف/الفيلم سوى بضع ثوان !
هل تلاحظون الفرق الهائل في السرعة بين شبكة الجيل الخامس والبقية؟ حتى شبكة الجيل الرابع القوية جدا، تكاد تبدو بدائية أمامها، رغم اننا نتحدث عن شبكة أساسية الربط فقط بتردد قد يبدأ من 3.5 جيغاهرتز فقط، بينما يمكن إيصالها لما فوق 20 جيغاهرتز بسهولة، وقد تصل لنحو 30 كما أسلفنا الذكر (هناك حديث عن وصولها ل 38 جيغاهرتز)، فتخيل كيف ستصبح قوة وسرعة الشبكة ؟!
في الحقيقة، لا ضمانة لأن تحترم شركات الإتصال المزودة لأي معايير بهذا الخصوص في ظل المنافسة الدولية الشرسة والتي تهدد وجود الشركات الضعيفة الجودة، لذلك، فمن المؤكد أنها لن تكتفي بإستخدام ناقل تردد منخفض (نسبيا) بل يرجح أن يتم الرفع منه بوتيرة متسارعة عبر بناء وتجهيز هوائيات بأضعاف مضاعفة في سنوات قليلة، مما يجعل العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية تقف في وجه هذه التقنية كونها ستهدد البيئة والبشر على حد سواء، بالنظر الى الآلية المتوقعة لعمل هذه الشبكة، متطلباتها، وطبيعة الموجات المستخدمة فيها.
الأهم من ذلك، هو أن الهوائيات نفسها لن تكون مثل الهوائيات الحالية، حتى لو فرضنا ان العدد سيكون تقريبا هو نفسه.. لما؟
ببساطة، لأن هناك فرق هام وحاسم بين شبكات "5 جي" والشبكات الموجودة ويتمثل في استخدام هوائيات ذكية تدعى "ميمو MIMO" ومعناها انها تعتمد طريقة اتصال عبر "المداخل والمخارج المتعددة"، وهذا يعني أن كل هوائي مكون من عدد كبير من الهوائيات المصغرة، وهذا في حد ذاته يشكل خطرا كبيرا على صحة الناس حسب بعض المنظمات غير الحكومية.
في الحقيقة، أن الموضوع أكثر دقة من ذلك، فهذه الطريقة في العمل هي ما يجعل من هذه الهوائيات "ذكية" مقارنة بالمستخدمة في الشبكات "التقليدية"، حيث تبث موجات راديوية توجيهية بناء على الطب، أي أنها ترسل موجاتها فقط عندما تحتاج المحطات للارتباط بالشبكة عكس الهوائيات في الشبكات الأخرى التي تعمل بمبدأ التغطية الكاملة والمستمرة، أي بشكل خلوي. هذه الطريقة في البث هي ما يسمح لهذه الهوائيات من جعل شبكات الجيل الخامس ببلوغ مستويات تدفق وقدرة بث غير ممكنة حاليا في الجيل الرابع 4G.
لتقريب الصورة للقاريء، إليكم تصميم تخيلي لما ستكون عليه المدن "الذكية" المصغرة المربوطة بشبكات من الجيل الخامس أو أحدث (حيث من المرجح تطوير أجيال أخرى أكثر تطورا من الشبكات اللاسلكية):
رسم تخيلي لمدينة ذكية، حيث يتم ربط مختلف مرافقها ومكوناتها عبر شبك من الجيل الخامس 5جي / 5G
لكن هذا لم يجعل المنظمات المناهضة تطمئن لها، فرغم أن بث الموجات لا يكون مستمر، إلا أن هذا قد يكون مقبولا لدى الحديث عنموجات متوسطة (نسبيا)، وهو الامر الذي لا يمكن ضمانه في المستقبل القريب لدى استخدام ترددا أعلى وموجات أقصر وأقوى، خصوصا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
إن هذا الجدال غير محسوم، أقصد موضوع الضرر الذي تخلفه هذه الموجات على الإنسان والصحة البيئية العامة، خصوصا أن هناك مجالات أخرى تستخدم فيها تقنيات ذات موجات أكثر خطورة (ولو أنها وللحق لا تستخدم على نطاق واسع ولا وسط التجمعات السكانية الكبيرة)، بل إن موجة ال"واي فاي" التي يستخدمها مهظمنا اليوم في منازلهم تستخدم ترددا أقوى يقدر ب 5 جيغاهرتز !
كما أن الشركات التي تروج لشبكات الجيل الخامس تقول أن الجيل الخامس 5G يتبع التوجيهات الدولية للجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير الأيونية، والمعترف بها من طرف منظمة الصحة العالمية (انظر الصورة المرفقة أسفل)، مما يعني، حسب هذه الشركات، غياب وجود أي خطر مؤكد على الصحة تحت العتبات المحددة في التوجيهات الدولية، وأن وصول شبكات الجيل الخامس سيضيف التعرض الشامل إلى الموجات الراديوية فعلا، لكنه يظل جد ضعيف بالنظر إلى الحدود الأدنى المسموح بها والتي تقدر في حدود 61 فولت للمتر بالنسبة للهوائيات، و 2 وات/كغ للهواتف النقالة للجيل الخامس، بالنسبة لتدفق الامتصاص الخاص (هذا طبعا في ناقل تردد بقيمة 3.5 جيغاهرتز).
في هذه الصورة رسم بياني يوضح مستوى تردد الموجات التي تبثها أجهزة مختلفة، بتقسيم الى مجالين: موجات غير أيونية وموجات أيونية.
لكن وجود مخططات معلنة لتركيب هوائيات إضافية (صغيرة) في الشوارع أو داخل الأبنية لتقديم تغطية إضافية في اماكن لا تصلها الموجات من الهوائيات الرئيسية، يزكي فرضية أن هذه التقنية لن تتوقف عند أي معايير متعلقة بصحة الناس مادام الموضوع يتعلق بتطوير قدرة وقوة الشبكة بشكل عام.
إلى جانب ما تم ذكره فوق، فإن هناك جانب مخيف جدا يلوح في أفق تطور هذه الشبكات، وهو ما يعتبر دافعا للمنظمات الحقوقية للوقوف بشدة في وسط لطريق للمطالبة بمواكبة تشغيل مثل هذه الشبكات بوضع معايير ثانونية صارمة لإدارة البيانات خلالها. ويتمثل في الربط الكلي لمختلف جوانب حياة البشر ومركزة البيانات لدى شركات كبرى مزودة للإتصال.
نعم، في بعض الدول التي تعرفا ترديا حقوقيا، فالأمر محسوم سلفا، أن هذه الشبكات ستكون مفيدة للانظمة الحاكمة لتشديد قبضتها وتكثيف المراقبة على شعوبها أكثر، حيث يمكن إستغلالها للتجسس على الأفراد عبر مختلف الأجهزة، بدء من الهواتف وأجهزة الحاسوب، ومرورا بالأبواب الداخلية والخارجية.. ووصلا حتى إلى معدات بيوت الإستحمام !
لكن هذا الكلام عن التجسس العميق على الناس (وأقصد به التجسس في عمق خصوصيات حياة الانسان) ليس دقيقا فيما يخص للدول المتقدمة على هذا الصعيد الحقوقي، ورغم أن موضوع التجسس هو أمر لا مفر منه، وقد شهدنا فضائح متعلقة بذلك في الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكتفي بالتجسس على شرائح واسعة من شعبها، بل ثبت أنها تجسست على دول أوروبية محددة في التسريبات الشهيرة التي نشرت بالسنوات الأخيرة. رغم ذلك، إلا أن تقنين وسائل الإتصال وإخضاع أنظمة معالجة البيات للمراقبة وجعلها أكثر شفافية (مقارنة بغيرها من الدول التي تعتمد القبضة الأمنية في الحكم)، مما يجعل من هذا الدافع أقل فعالية لعرقلة نشر وتطوير شبكات الجيل الخامس سواء من طرف الشركات الخاصة أو الحكومية.
هل الترددات الراديوية الناتجة عن شبكات الجيل الخامس حقا مضرة بصحة الإنسان؟ وهل تسبب أي تأثيرات بيوليوجية؟
لقد نشرت العديد من التقارير والدراسات على مدار سنوات سابقة تؤكد ان هناك تأثيرات غير محمودة للموجات الراديوية، خصوصا التي تصدر من أجهزة محددة (مثل الهواتف الخلوية والأجهزة التي تبث موجات الوايفاي) ومنها ما يصل لحد القول بأنها قد تكون سببا في زيادة خطر الأورام الدماغية على المدى الطويل.
ومن بين نتائج تلك الدراسات اتي نشرت في أكثر من مجلة علمية، ان الوكالة الدولية لبحوث السرطان والتابعة لمنظمة الصحة العالمية امت سنة 2011، بتصنيف الترددات اللاسلكية بأنها "مصادر مسرطنة للإنسان"، موصية باعتماد وسائل استخدام الهاتف بعيدا من الرأس.
على جانب اخر، نجد أن منظمة الصحة العالمية تقول بأن "الأثر البيولوجي الرئيسي للحقول الكهرومغناطيسية الناجمة عن الترددات اللاسلكية هو أثر حراري"، ما يتسبب في ارتفاع الحرارة بالمناطق المعرضة لها، وهو ما يؤثر بالسلب على البيئة، وهذا بالضرورة يؤثر على الإنسان في النهاية.
فهل يا ترى، تشكل شبكات الجيل الخامس حقولا مغنطيسية أقوى وأخطر من المعتاد، وأكثر مما يمكن للبيئة عامة وجسم الإنسان خاصة التأقلم معه؟
لا يوجد جواب نهائي بعد، وجميع الإحتمالات تظل واردة، لكن الثابت هو أن نطاق الترددات المستخدمة مبدئيا في شبكات الجيل الخامس ليست بالبعيدة جدا عن المستخدمة في الشبكات الحالية (3.5 جيغاهرتز)، لكن الرفع منها كما هو متوقع قد يغير كل شيء ويؤكد جميعا المخاوف الصحية والبيئية بشأنها !
إن تردد أشعة الشمس التي نتعرض لها يوميا يصل لحوالي 3 جيغاهرتز، أي أنه أقل بقليل فقط من التردد الذي ستعمل به ترددات شبكات الجيل الخامس، لذا، مبدئيا لا خشية منها. بل، إنه وحسب التقارير الواردة حول تقنية 5G تقول إن الموجات التي تبثها هوائياتها لا تخترق المباني ولا الأجسام الحية (من بينها جسم الإنسان). بالتالي دماغ الإنسان غالبا لن يكون عرضة للإصابة بأي ضرر بسببها، عكس ترددات 4G و 3G و 2G التي تخترق كل شيء حسب ما هو معروف عنها.
ورغم ذلك، أثبت بعض الباحثين أنه بالقرب من هوائيات الشبكة تكون الطاقة الصادرة عهنها عالية جدا، حيث تم تسجيل أكثر من 100 واط في المتر مربع بينما إنخفضت إلى 20 واط في المتر مربع بالإبتعاد لمترين فقط، ثم نزولها إلى حوالي 0.05 واط في المتر مربع بمسافة تبعد 100 متر عن الهوائي.
وهذا له معنى واضح، ان الهوائيات يجب أن تكون بعيدة -نسبيا- عن المناطق السكانية، وبذلك يتم تحييد خطرها المباشر على صحة الإنسان.
هل هناك علاقة بين شبكات الجيل الخامس 5G وفيروس كورونا المستجد كوفيد 19؟
الجواب على هذا السؤال يتطلب حذرا شديدا، إذ أن هناك الكثير من الإشاعات والنظريات الغير مثبتة، تم ترويجها على نطاق واسع بخصوص مصدر الفيروس الذي تسبب بوباء أدى لإعتباره "جائحة دولية"، وفي النهاية، تبين أنها عارية عن الصحة !
بإعتماد المعلومات الرسمية المنشورة من منظمة الصحة العالمية، والتي تؤكدها مختلفة الأجهزة والوزارات الصحية حول العالم، فهذا الفيروس ينتقل أساسا عبر الجهاز التنفسي سواء باستنشاق هواء مليء بخلايا حاملة للفيروس خرجت من شخص حامل له سواء عبر العطاش او السعال مثلا، او عن طريق لمس الانف والفم بعد ملامسة جسم يوجد عليه الفيروس، او نحوها من الطرق "البيولوجية" التي لا علاقة لها بأي حال من الاحوال بإنتقال الفيروس عبر موجات راديوية أو غيرها.
وسبق للمنظمة، ان قالت في هذا الصدد أن فيروس كورونا المستجد "لا يمكن أن ينتقل عبر موجات الراديو أو شبكات الهاتف المتحرك".
في الحقيقة، ان المنظمة لم تخرج بهذا التصريح عبثا او فقط لأجل بحث منشور هنا أو مقال هناك، إنما لأن هناك خرجات من شخصيات مهنية في المجال الصحي تحدثت عن الأمر وتمت مشاركة تلك التصريحات على نطاق واسع على شبكات التواصل الإجتماعية، ومنها مثلا ممرضة تمت إستضافتها في فبراير على محطة يوسي كايفيلد (Uckfield FM)، وهي محطة إذاعة بريطانية مجتمعية، وادعت الممرضة أن شبكات الجيل الخامس تمتص الأكسجين من رئتي الأشخاص ! والحقيقة أن لا دليل علمي ولا منطقي على هذا الكلام، إلا أنه، ورغم ذلك، تمت مشاركته بشكل كثيف، وأدى لحصول ردات فعل متفاوتة من طرف البريطانيين، وصلت لحد تخريب وإحراق شبكات الجيل الخامس، ومنع بعض عمال وموظفي شركات الإتصال من اداء مهامهم الإعتيادية في تركيب وإصلاح كابلات الألياف في الشوارع.
ما حدث في بريطانيا لم يقف عند هذا الحد، بل تناسلت الأحداث، إلى أن قالت فودافون، ثاني أكبر مشغل للهاتف المحمول في العالم، إن الهجمات أصبحت الآن مسألة تتعلق بالأمن القومي، مما إستدعى تدخل أجهزة الدولة على الخط لحماية شبكات الإتصال ومحاولة نفي تلك الإدعاءات على الإعلام الرسمي.
كل هذا، يجعلنا نقول، هل حقا لشبكات الجيل الخامس أي علاقة بفيروس كورونا المستجد، سواء فيما يخص مصدره، أو طرق إنتقاله التي لازلنا نسمع عنها الجديد بشكل مستمر منذ بدء إنتشاره في الصين، ولازالت الشكوك تحوم حول مدى معرفة وإحاطة المجتمع الدولي فعلا بالفيروس؟
بما أن فيروس كورونا المستجد سجل إنتشاره الأول في الصين، فإن أفضل مكان لمعرفة أي علاقة محتملة لهذا النوع من الشبكات والفيروس، سيكون في الصين نفسها أو البلدان الاخرى التي عرفت انتشارا مبكرا للفيروس.
في هذا الصدد، نجد أن كوريا الجنوبية عرفت تشغيلا واستخداما لشبكات 5 جي، منذ سنوات من الان، وعلى حد علمي لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بالسرطان لها إرتباط بإستخدام هذه التقنية، كما لم يتم ذكرها في أي تقرير أو بحث علمي هناك قبل او بعد كورونا رغم ان كوريا الجنوبية عرفت انتشارا سريعا لفيروس كورونا في وقت مبكر لما كان لازال الفيروس في ذروته بالصين، قبل أن تتم محاصرته، وجميع الدلائل تشير الى إستيراده من خارج البلاد (الصين حصرا) ولا علاقة لشبكات الجيل الخامس النشطة بالبلاد منذ سنوات، لا قبل الوباء ولا أثناءه (ولا بعده إلى حدود اللحظة).
خلاصة
لذلك، فإنني أخرج هنا بخلاصة واضحة وصريحة، أنه لا دليل مادي أو منطقي يربط شبكات الجيل الخامس (5G) بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) حتى هذه اللحظة، وأن كل ما يقال عن هذا الموضوع مجرد تكهنات وتنظير يفتقد للدليل أو الحجة والبرهان، إلا أن يظهر أن "مرض" كوفيد19 لا يحدث بسبب فيروس وإما شيء اخر، هناك يكون الموضوع مختلفا، ونقول لكل مقام مقال.
2 تعليقات
أضف تعليقا