بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عرف العالم الإسلامي تعاقب دول عديدة على حكم مختلف مناطقه الجغرافية، سواء بشكل كلي أو جزئي، وتكمن أهمية دراسة هذا الموضوع ليس من حيث التباين الجغرافي الكبير بين مختلف تلك الدول والممالك والإمبراطوريات التي تعاقبت على حكم أجزاء مختلفة من بلاد الإسلام، ولكن أهمية الموضوع تكمن في الإختلاف الشديد بين تلك الدول على المستوى السياسي والإقتصادي والتوجه الديني وكذا الجانب الفكري العام.
إن الدولة الإسلامية أو دولة الإسلام هو اسم يطلق على الحقبة التاريخية للدول المتعاقبة التي كانت تحكم تحت مظلة الإسلام أو مسمى الخلافة الإسلامية في فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا وصولا إلى الأندلس. وبدأت منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية في دمشق التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم الدولة العباسية، بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل السلاجقة والبويهيين وفي المغرب الأدارسة والمرابطون ثم الموحدون، وفي الشام، الحمدانيون والزنكيون وغيرهم ،أخيرا في مصر الفاطميون وفي الشام ومصر مثل - الأيوبيون والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر الإمبراطوريات التي كانت تحكم باسم الإسلام على امتداد رقعة جغرافية واسعة [المصدر: ويكيبيديا].
خارطة تظهر أقصى ما الأنظمة الإسلامية جغرافيا على مر التاريخ، وتم توثيقه، إلى عصرنا الحالي.
الخلافة الراشدة (11 - 41 هـ / 632 – 661 م)
تسمى أيضا بالخلافة الراشدية، أو دولةُ الخلفاء الراشدين، هي أولى دُول الخِلافة الإسلاميَّة التي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل سنة 11هـ، (7 يونيو سنة 632م) وكانت المدينة المنورة عاصمة لها وهي دولةُ الخِلافة الوحيدة في التاريخ الإسلامي التي لم يكن الحكم فيها وراثيا بل قائمٌ على الشورى، عكس دول الخِلافة التالية التي كان الحكمُ فيها قائمٌ على التوارث.
عواصم الخلافة الراشدة:
المدينة المنوَّرة (632–656م)
الكوفة (656–661م)
الخلفاء الراشدين الذين تعاقبوا على إمارة الخلافة الإسلامية الراشدة (خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام):
اسم الخليفة | مدة الخلافة | المدة بالأرقام |
---|---|---|
أبو بكر الصديق | 12 ربيع الأول سنة 11هـ - 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ | سنتين و3 أشهر |
عمر بن الخطاب | 23 جمادى الآخرة 13هـ - 26 ذو الحجة سنة 23هـ | 10 سنوات و6 أشهر |
عثمان بن عفان | 3 محرم سنة 23هـ - 24 ذو الحجة سنة 35هـ | 12 سنة |
علي بن أبي طالب | 25 ذو الحجة سنة 35هـ - 18 رمضان سنة 40هـ | 4 سنوات و9 أشهر |
الحسن بن علي | 18 رمضان سنة 40هـ - 25 ربيع الأول سنة 41هـ | 6 أشهر |
المجموع | 12 ربيع الأول سنة 11هـ - 25 ربيع الأول سنة 41هـ | 30 سنة |
نظام الحكم: خلافة شوريَّة
الديانة الرسمية: الإسلام
فيما يلي خارطة تظهر أقصى الحدود التي بلغتها الخلافة الراشدة في عهد عثمان بن عفَّان سنة 654م:
الدولة الأموية (41 - 132 هـ / 662 - 750 م)
هي الخِلافة الأُموية أو دولة بني أمية وتعتبر ثاني خلافة، وأكبر دولة في تاريخ الإسلام. كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة، الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق. بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.
العواصم:
دمشق (744م–661)
حرَّان (750م–744)
نظام الحكم: خلافة وِراثيَّة
الديانة الرسمية: الإسلام
خريطة للدولة الأموية في أقصى اتساعها:
الدولة الأموية في الأندلس (138 - 422 هـ / 756 – 1031 م)
الدولة الأموية في الأندلس إمارة إسلامية أسسها عبد الرحمن الداخل عام 138 هـ/756 م في الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا وكانت عاصمتها قرطبة، وتحولت إلى خلافة بإعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسه في ذي الحجة 316 هـ/يناير 929م خليفة قرطبة بدلاً من لقبه السابق أمير قرطبة، وهو اللقب الذي حمله الأمراء الأمويون منذ أن استقلّ عبد الرحمن الداخل بالأندلس.
العاصمة: قُرطُبة
نظام الحكم: خلافة وِراثيَّة
الديانة الرسمية: الإسلام.
الدولة الأمويَّة في الأندلس (باللون الأخضر)، سنة 1000م:
الدولة العباسية (132- 656 هـ / 750 – 1517 م)
الدولة العباسية أو الخلافة العباسية أو العباسيون هو الاسم الذي يُطلق على ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وثاني السلالات الحاكمة الإسلامية. استطاع العباسيون أن يزيحوا بني أمية من دربهم ويستفردوا بالخلافة، وقد قضوا على تلك السلالة الحاكمة وطاردوا أبنائها حتى قضوا على أغلبهم ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى الأندلس، وكان من ضمنهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، فاستولى على شبه الجزيرة الأيبيرية، وبقيت في عقبه لسنة 1029م.
نظام الحكم: خلافة وِراثيَّة
الديانة: الإسلام
الدولة العباسية في أقصى اتساعها عام 850:
الدولة الفاطمية (296 - 567 هـ / 909 – 1171 م)
هي إحدى دُولُ الخِلافةُ الإسلاميَّة، وتسمى أيضا بالدوْلَة العُبَيدِيَّة والوحيدةُ بين دُولِ الخلافةِ التي اتخذت من المذهب الشيعي (ضمن فرعه الإسماعيلي) مذهبًا رسميًّا لها. قامت هذه الدولة بعد أن نشط الدُعاة الإسماعيليّون في إذكاء الجذوة الحُسينيَّة ودعوة الناس إلى القتال باسم الإمام المهديّ المُنتظر، الذين تنبؤوا جميعًا بظُهوره في القريب العاجل، وذلك خلال العهد العبَّاسي فأصابوا بذلك نجاحًا في الأقاليم البعيدة عن مركز الحُكم خُصوصًا، بسبب مُطاردة العبَّاسيين لهم واضطهادهم في المشرق العربي، فانتقلوا إلى المغرب حيثُ تمكنوا من استقطاب الجماهير وسط قبيلة كتامة البربريَّة خصوصًا، وأعلنوا قيام الخِلافةِ بعد حين. شملت الدولة الفاطميَّة مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فامتدَّ نطاقها على طول الساحل المُتوسطيّ من المغرب إلى مصر، ثُمَّ توسَّع الخُلفاء الفاطميّون أكثر فضمّوا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية، والشَّام، والحجاز، فأضحت دولتهم أكبر دولةٍ استقلَّت عن الدولة العبَّاسيَّة، والمُنافس الرئيسيّ لها على زعامة الأراضي المُقدَّسة وزعامة المُسلمين.
العواصم:
المهديَّة (909–948م)
المنصوريَّة (948–973م)
القاهرة (973–1171م)
نظام الحكم: خلافة وراثيَّة - إمامة
الديانة الرسمية: الإسلام (المذهب الشيعي الإسماعيلي)
خريطة جغرافية تظهر حُدود الخلافة الفاطميَّة في أطوارها المُختلفة:
الدولة الأيوبية (569 - 649 هـ / 1174 - 1252 م)
الأيوبيون أو بنو أيوب هي أسرة مسلمة حكمت أجزاء واسعة من المشرق العربي خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، وقد تأسست الدولة الأيوبية على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي في مصر ثم امتد حكم الدولة الأيوبية إلى الشام والحجاز وشمال العراق وديار بكر بجنوب تركيا، وإلى شرق ووسط وجنوب اليمن في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.
العاصمة: القاهرة
الديانة الرسمية: الإسلام
خارطة تظهر حدود الدولة الأيوبية في أكبر توسع لها:
الدولة المملوكية (648 - 923 هـ / 1250 – 1517 م)
المماليك هم سلالة من الجنود حكمت مصر والشام والعراق وأجزاء من الجزيرة العربية أكثر من قرنين ونصف القرن وبالتحديد من 1250 إلى 1517 م.تعود أصولهم إلى آسيا الوسطى.قبل أن يستقروا بمصر و التي أسسوا بها دولتين متعاقبتين كانت عاصمتها هي القاهرة: الأولى دولة المماليك البحرية، ومن أبرز سلاطينها عز الدين أيبك وقطز والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والناصر محمد بن قلاوون والأشرف صلاح الدين خليل الذي استعاد عكا وآخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام، ثم تلتها مباشرة دولة المماليك البرجية بانقلاب عسكري قام به السلطان الشركسي برقوق الذي تصدى فيما بعد لتيمورلنك واستعاد ما احتله التتار في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد. فبدأت دولة المماليك البرجية الذين عرف في عهدهم أقصى اتساع لدولة المماليك في القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي. وكان من أبرز سلاطينهم برقوق وابنه فرج وإينال والأشرف سيف الدين برسباي فاتح قبرص وقانصوه الغوري وطومان باي.
العاصمة: القاهرة
نظام الحكم: سلطنة انتخابيَّة
الديانة الرسمية: الإسلام
خريطة جغرافية تظهر الدولة المملوكيَّة في أقصى اتساعها حوالي سنة 1279م:
الدولة العثمانية (698 - 1342 هـ / 1299 – 1923 م)
الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة، وتسمى أيضا بالدَّولَة العَلِيَّة العُثمانيَّة، هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة. نشأت الدولة العُثمانيَّة بدايةً كإمارة حُدود تُركمانيَّة تعمل في خدمة سلطنة سلاجقة الروم وترد الغارات البيزنطيَّة عن ديار الإسلام، وبعد سُقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها، بما فيها الإمارة العُثمانيَّة، التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الوقت.
العواصم:
سكود (1299-1335)
بورصة (1335-1363)
أدرنة (1363–1453)
القسطنطينية (إستانبول) (1453–1922)
نظام الحكم: خلافة وراثيَّة - سلطنة
الديانة الرسمية: الإسلام
الدولة العثمانية في أقصى اتساع لها سنة 1683
0 تعليقات
أضف تعليقا