قناة علوم عظيمة على اليوتيوب

علوم الدين

ما جزاء الظالم في الدنيا

هذا المقال يخضع للمعالجة الالية من طرف كشًاف، إذا كانت لديك أي ملاحظات عليه لا تتردد في مراسلتنا.

لم يكن فيه حقّ للغير؛ مثل الشّرك بالله؛ فهو ظلم للنّفس. وقد أوضح النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هذَيْن النوعين عبر الظلم، وكيف من الممكن أن يجازي الله -سبحانه وتعالى- جميعّاً منهما، حيث نطق: (الظلمُ ثلاثةٌ؛ فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يهجرُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، نطق اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا...
الظُّلم
9f2885b652f13eb29ded60a7e26bb3b7.jpg (121 KB)
حرّم الله -سبحانه وتعالى- الظُّلم على نفسه، وجعله أيضاً مُحرَّماً بين عباده، فقد اتى في الحديث القُدسيّ أنّ الله -تعالى- يقول: (يا عبادي، إنّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم مُحرَّماً، فلا تظالموا)، والظلم هو مجاوزة الحدّ الذي وضعه الشّارع، وهو أيضاً وضع الأمر في غير موضعه الذي شَرَعَه الله تعالى، وكذلك فإنّ جميعّ ذنب يُعصى به الله -سبحانه وتعالى- هو ظلم، ولكن إذا كان فيه عدوان على حقّ الغير؛ فهو ظلم للغير، وإذا لم يكن فيه حقّ للغير؛ مثل الشّرك بالله؛ فهو ظلم للنّفس.

وقد أوضح النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هذَيْن النوعين عبر الظلم، وكيف من الممكن أن يجازي الله -سبحانه وتعالى- جميعّاً منهما، حيث نطق: (الظلمُ ثلاثةٌ؛ فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يهجرُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، نطق اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يهجرُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضهمْ بعضاً حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ عبر بعضٍ).
 
'); }
تحذير الإسلام عبر الظُّلم
حذّر الله -سبحانه وتعالى- عبر الظلم في مواضع كثيرة عبر القرآن الكريم، كذلك حذّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- منه في السنّة النبويّة، وبيان ذلك فيما يأتي:
  • -نطق الله تعالى: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
  • -نطق الله تعالى: (وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ).
  • -نطق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اتقوا الظلمَ، فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ).
  • -نطق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ).
 
جزاء الظالم في الدنيا
قضى الله -سبحانه وتعالى- حتى يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛ لحِكَم كثيرة، منها: استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك نطق الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، وقدقد يحدث الإمهال فرصةً للتّوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فمن صفاته أنّه حليم، أو أنّ المظلوم قد تجاوز له ظلم أحد في حياته، فيكون الظلم الواقع عليه عقوبةً له على ظُلمه السابق.

إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع، حيث نطق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً عبر صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً عبر البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم)، ولذلك فإنّ عقوبة الظالم في الدنيا قد تظهر في خاتمته، فتكون نهايته أليمةً شديدةً؛ انتقاماً للمظلوم، حيث نطق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا اللهَ ليُملي للظالمِ، حتّى إذا أخذه لم يفلتْهُ، نطق: ثمّ قرأ: (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ))، كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- يخزي الظالم في الدنيا، ويذيقه مرارة الحياة وذلّها، ثمّ يذيقه عذاب الآخرة يوم القيامة، ومن مظاهر العقوبة الدنيويّة للظالم الحرمان عبر البركة وزوال النِّعم، فقد نطق الله -تعالى- في سورة القلم، عن أصحاب الجنّة الذين عزموا على عدم إعطاء الفقراء حقّهم منها: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ*وَلَا يَسْتَثْنُونَ*فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ*فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ*فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ*أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ*فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ*أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ*وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ*فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ*بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).

وقد أبلغ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ نادىء الإنسان بالظلم غير مُستجاب، ومن ذلك الدّعاء بإثمٍ، أو بقطيعة رحم؛ حيث نطق: (لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ)، ومن صور العقوبة التي تحلّ بالظالم في الحياة الدنيا القِصاص، فقد جعل الله - تعالى- القِصاص وسيلةً لأخذ الحقّ عبر الظالم، حيث نطق الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- أبلغ في القرآن الكريم أنّه يُضلّ الظالمين في الحياة الدنيا، ولا يهديهم إلى الرُّشد والصلاح، حيث نطق الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ).
 
صوَر عبر جزاء الظالمين في الدنيا
أبلغ الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم عن جزاء الكثير عبر الظالمين في الدنيا، وكيف من الممكن أن أخذهم وأهلكهم بظلمهم وسوء عملهم، ومن ذلك ما يأتي:
  • -جزاء فرعون مصر الذي عاث في الأرض فساداً، وظلم أهل مصر ظلماً شديداً، في زمن موسى عليه السّلام، حيث نطق الله تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ).
  • -جزاء قوم ثمود الذين استكبروا على الإيمان بالله تعالى، ورفضوا اتّباع صالح عليه السّلام، حيث كانت عاقبتهم الصّيحة التي أبلغ عنها الله سبحانه وتعالى، حيث نطق: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).
 
نادىء المظلوم
تعهّد الله -سبحانه وتعالى- باستجابة نادىء المظلوم ولو كان كافراً، حيث ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإذا كان كافراً، فإنّه ليس دونها حِجاب)، وبذلك فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الدّعاء سلاحاً للمظلوم؛ ليحمل به الظلم عن نفسه، فينصره الله تعالى، وينتقم له مِمّن ظلمه، وقد جُعِل لنادىء المظلوم شحتى عظيم في السماء، وفي ذلك نطق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (دعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حِينٍ)؛ والسّبب في ذلك أنّ المظلومقد يحدث منكسراً، ومحتاجاً، وملحّاً، ومتذللاً لله -تعالى- في نادىئه، كماقد يحدث ضعيفاً لا يملك نصرة نفسه، ولا الاستنصار بغيره عبر النّاس لدفع الظلم عن نفسه.
السابق
كيف حث الإسلام على العمل
التالي
كيف يوزع النذر

0 تعليقات

أضف تعليقا

اترك تعليقاً