(لأحتنكن، لأقعدن، لأتين) كلها وكأنها تعني بالله لأفعلن كذا ! إصرار وتصميم لا يخفيان على أحد.
بل إن البعض ليقدم بعض كلمات المديح لهكذا صفات ، لأنها من صفات من وضح له الهدف فثابر عليه.
الإتقان أمر يحتاج (لمثابرة وإخلاص و"تزيين للعلم") حتى يشبه صفة الإتقان في عمل الشيطان.
والتزيين للعلم لا يشبه التزوير تماما لأن الأخير عمل يجرمه القانون.
فإلحاق التزيين بالعلم يجعله أدبا وفنا وعملا يحمل أبعادا نفسية وإنفعالات وأحاسيس لا يمكنك سوى تقبل الإختلاف في تفسيراتها.
أما العون لهذا المبدأ والإخلاص له ونشره من قبل الأعوان فهو مضمون بضمان إمتلاك الوسيلة.
رحلة "التزيين العلمي" تبدأ هكذا؛ هناك من يدرس ويدرس العلوم الانسانية من علوم إجتماع وعلوم نفس وفروعهما بقصد فهم الإنسان بكل صدق ودون تحيز أو تزوير ودون إصباغ هذه العلوم بما ليس فيها (مبدئيا على الأقل حتى لا يضل الطريق).
حتى إن تمكن من هذه العلوم ومن السيطرة عليها سيطر على من جهلها وتحكم في مستقبله ومقدراته بل وسخره لذلك.
كذلك هناك من يدرس التاريخ ويدرسه ، حقيقته حلوه ومره مع إتقان وإبداع في سرده. ثم في تزيينه بلغة تحمل الصفة العلمية وتتحمل معان كثيرة وتفسيرات أكثر.
ثم يبعث كل ذلك ليختلط مع ثقافة أصلها الكيد وفرعها التسخير.
بعدها توريث كل ذلك لأجيال وأجيال تليها لتؤسس فكرا يقدس هكذا علم وهكذا ثقافة، ليستمر "الإبداع" في السيطرة.
الوسوسة والتزيين مصطلحان لهما مرادفات في العلم الحديث ولكن.... لحظة من فضلك !
لا يمكن لمن لا يقدر كلمة (اقرأ) ولا يقدسها أن يتهم العلم ظلما وبهتانا. فهل يصح تشويه العلم عند من لا يعرف قيمة العلم ؟ فقط لأن أعوان الشيطان أتقنوا عملهم (مهما كان في ذلك الأمر من أبلسة) ؟
هنا الإشكال !
لو أردنا التحدث عن (تزوير العلم) عند جاهل به لكفر بالعلم كله خيره وشره، فدعونا نبين لماذا هذا الإشكال.
الأصل (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) أما من إنتفت عنهم صفات العباد ألا وهي: (الذين يمشون على الأرض هونا وإِذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) فإنهم لا يحملون صفة عباد الرحمن.
عباد الرحمن هم الذين تطعموا بتطعيمات المناعة الأخلاقية التي حمتهم من فيروسات الوسوسة وبكتريا التزيين.
أما فاقدي المناعة فهؤلاء هم المعرضون لفتنة الشيطان فله مسالك وطرق وأنفاق يسير فيها ويخترقها بمعاونة أهل الإتقان العلمي الشيطاني.
"فعباد الرحمن الواهمون" والذين تتزلزل الأرض تحت أقدام كبرهم (حسب وهمهم) والذين يتأذى من فعلهم كل بريء من بشر وشجر وحجر لا يمكننا أن نطالبهم بنقد الإفساد في العلم.
فالإتقان الشيطاني للعلم والفن والإعلام يتطلب إتقان التقوى في العلم والفن والإعلام، والتقوى صفة سيادية.
نعم التقوى صفة سيادية خلقية سبقت العلم، ولو حللنا الإتقان الشيطاني للعلم لرأينا أن نقطة ضعفه (وفيها هلاكه) في ضعف خلقه.
فالكذب من خلقه وخلق أتباعه ، والكيد من خلقه وخلق أتباعه
والتبرؤ والخلف (النذالة يعني) أيضا من خلقه وخلق أتباعه، وهي أخلاق تنفي العلم عن حاملها وإن وضعت في قوالب علمية مزينة بألقاب وشهادات وخبرات.
بل وحتى إن حضر الصدق في شكل (إني أخاف الله) فإنه يحضر متأخرا وبقصد زيادة الكيد والحسرة في قلوب الأتباع وليس حبا فيه أو تخلقا به.
إن حضور الإتقان المطلوب في حضور خلق الإتقان وذلك في غياب التزوير والتجديف والتطرف والظلم في العلم.
فمحاولة نفي العلم الشيطاني بأدوات الجهل إنغماس في رزيلة الغفلة.
والذي لايتعرف على مراكز الباطل العلمية والمعلوماتية وصفاتها ولا يفهم ثقافتها وكيدها ستكتب عليه التبعية الأزلية.
العلم هو الذي مكننا من التحكم في (الروبوتات) من بعد وهو نفسه الذي مكن إنسان من التحكم في إنسان آخر، ليسيره ويتحكم به وبمستقبله ومقدراته من بعد أيضا.
من سنن الله في الكون أن الباطل الضعيف يزهقه الحق القوي، أما الباطل القوي فسيزهق مدع للحق ضعيف، لإدعائه ولضعفه.
0 تعليقات
أضف تعليقا