من الطبيعي حتى تعاني عبر آلام العضلات بعد ممارسة الرياضة إذا مرّ وقت طويل منذ آخر مرة قمت فيها بنشاطٍ بدني. عموماً يتطور هذا النوع عبر ألم العضلات -الذي يُدعى «ألم العضلات المتأخر»- بعد عدة ساعاتٍ عبر التمرين، ويتفاقم في الأيام التالية.

يحدث هذا الألم نتيجة ممارسة تمارين الانقباض العضلي اللامركزي، والتي تنطوي على تعريض العضلات لأحمالٍ كبيرة أثناء تمددها لزيادة حجمها وقوتها. عبر هذه التمارين، على سبيل المثال، هبوط الأدراج أو المنحدرات، حيث تتمدد عضلات الفخذ الأمامية بشدة لدعم وزن الجسم. ويمكن أداء هذه التمارين باستخدام الأثنطق (الدمبل)، مثل إنزال وزنٍ ثقيل ببطءٍ أثناء الانتنطق عبر وضعية ثني الذراع إلى وضعية التمدد، حيث تتعرّض عضلات الذراعين إلى حملٍ خارجي أكبر عبر القوة التي تولدها العضلات أثناء تمددها.

بينما لا تُحفّز تمارين انقباض العضلات المركزي -التي تنطوي على انقباض العضلات وتقلصها- ألم العضلات المتأخر مطلقاً، مثل صعود الأدراج وحمل الدمبل.

يُعد ألم العضلات المتأخر عبر الناحية التقنية مؤشراً على «تلف ألياف العضلات»، مما يؤدي لانخفاض أدائها، وفي بعض الحالات، يؤدي لارتفاع نسبة البروتين العضلي في الدم الذي يُعد بدوره مؤشراً على تلف الأغشية الليفية العضلية. لكن، وكما يظهر في معظم الحالات، لا تتعرض الألياف العضلية إلا لنسبةٍ قليلةٍ جداً عبر التلف، وعادة لا تتجاوز 1% عبر إجمالي الألياف العضلية.

ومن المثير للإهتمام حتى النسج العضلية الهيجميعية الأخرى كاللفافة العضلية (الأنسجة المحيطة بالعضلة)، والنسيج الضام داخل العضلات يظهران أكثر تأثراً بتمارين الانقباض اللامركزي للعضلات.

اختبرت أنا وزملائي مؤخراً ضمن دراسةٍ نشرناها مؤخراً فرضية حتى اللفافة العضلية تصبح أكثر حساسية في حالة ألم العضلات المتأخر، وذلك عبر خلال فحص عضلات المتمرنين المتطوعين بواسطة إبر وخزٍ مصممةٍ لإيصال التيار الكهربائي إلى العضلات، وحمل شدته تدريجياً إلى حتى يشعر المشاركون بألمٍ فيها.

أظهرت النتائج حتى ألم العضلات المتأخر كان مرتبطاً بزيادة حساسية اللفافة العضلية للتحفيز (التيار الكهربائي هنا) بالعمل، مما يشير إلى أنها هي مصدر الألم وليس ألياف العضلات نفسها.

ما زلنا لا نعهد آلية تأثير الانقباضات اللامركزية للعضلات على الأنسجة الضامة المحيطة بالعضلة نفسها. من الممكن تملك هذه الأنسجة مستويات مختلفة عبر المرونة، لذلك، عندما تتمدد العضلات المتقلّصة، قد تنشأ قوّة قصّ بين ألياف العضلات والأنسجة الضامة المحيطة بها، مما قد يؤدي إلى تلفها والتسبب في حدوث التهاباتٍ فيها.

كما لا يزال عبر غير الواضح سبب الفارق الزمني بين التمرين بحد ذاته وألم العضلات، لكن الباحثين يرجحون حتى ذلك يعود إلى الوقت الذي يستغرقه الالتهاب للظهور بعد الإصابة.

في الواقع، لا يظهر حتى ألم العضلات المتأخر علامة سقمية تستوجب عدم تحريك العضلات المصابة، نظراً لحتى نشاط العضلات يخفف الألم ولا يعيق تعافيها مطلقاً. من الممكنقد يحدث هذا النوع عبر ألم العضلات رسالة عبر الجسم مفادها حتى العضلات كانت تفتقر إلى محفّز قوي منشط لفترةٍ طويلة، وقد حصلت عليه أخيراً.

ولكن هل ينبغي القلق عبر ألم العضلات هذا عند محاولة بناء عضلات أكبر وأقوىيا ترى؟ في الواقع، لا يوجد مرشد فهمي يدعم نظرية «لا ربح بدون ألم» بالنسبة للعضلات. حيث تظهر الأبحاث حتى التدريب على تمارين الانقباض العضلي اللامركز يُنتج زيادة أكبر في حجم العضلات وقوتها مقارنةً بتمارين الانقباض المركزية، ولكنها لا ترتبط بالضرورة بـ «تلف العضلات».

لذلك لا يُعد ألم العضلات المتأخر عائقاً أمام ممارسة التمارين الرياضية رغم أنه قد يزعجك لعدة أيام بعد التمرين، إذ أنه يخفّ تدريجياً بعد تكرار نفس تمارين الانقباض اللامركزية، وبالتالي تقدر زيادة شدة هذه التمارين تدريجياً بمرور الوقت.

في غضون ذلك، انظر إلى ألم العضلات المتأخر كإشارةٍ مفيدةٍ عبر جسمك ببساطة.

اقرأ أيضاً: حتى لا تؤذِ عضلاتك: أبرز الممارسات المفيدة والضارة في تعافي العضلات

وأيضاً: انحلال الربيدات: مرشدك لمعهدة سبب ألم العضلات بعد التمرين