وافقت إدارة الأغذية والدواء في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 على دواء «ديسكوفي» ليصبح ثاني دواءٍ عبر نوعه يعمل على الوقاية عبر فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة، وذلك بعدستة سنوات على الموافقة على دواء «تروفادا» لنفس الغرض. كان جميعا الدوائين، والذي تنتجهما شركة «جيلاد ساينس»، يُستخدمان في السابق كعلاجٍ للسقمى المصابين عملاً بالفيروس، لكنهما أصبحا الآن عبر أكثر الأدوية أماناً وفعالية للوقاية عبر الإصابة بالفيروس بين الأفراد الأكثر عرضة للخطر، كالمثليين ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن. ولكن كيف من الممكن أن تعمل هذه الأدوية، وما المخاطر التي تنطوي على تناولهايا ترى؟

فيروس الإيدز الخبيث

يعد فيروس نقص المناعة البشرية خبيث جداً، إذ يستهدف نوعاً عبر خلايا الدم البيضاء المناعية التي تسمى خلايا «سي دي 4»، والتي تشكّل خط الدفاع الأول ضد العدوى. يقوم الفيروس باختطاف هذه الخلايا المناعية وتحويلها إلى مصانع صغيرة ل المزيد عبر النسخ منه، والتي تقوم بدورها بإصابة الخلايا المناعية الأخرى. إلى غير ذلك، ومع انتشار الفيروس أكثر، ينخفض ​​عدد خلايا سي دي أربعة لدى المصاب، مما يجعله عرضة للعدوى الانتهازية (مثل ساركوما كابوسي، التي تسببها نوع عبر فيروس الهربس والمتكيسة الرئوية الجؤجؤية) والتي يمكن لنظام المناعة السليم التمضية عليها بسهولة عادة.

يستخدم الفيروس مجموعة عبر الأدوات للسيطرة على الجهاز المناعي، وهي تعبير عن شريطٍ عبر «رنا» الفيروسي وأنزيمٍ لربطه مع الحمض النووي «دنا». يلعب هذا الأنزيم الدور الأساسي في الارتباط مع النيوجميعيوتيدات الموجودة في الخلية (اللبنات الأساسية للحمض النووي) وترتيبها في شريطٍ حلزوني مضاعف وفقاً لمخطط الرنا الفيروسي. يقوم الفيروس بعد ذلك بإدخال هذه الخيط في نواة الخلية المناعية المستهدفة، مما يجبرها على إنتاج المزيد عبر نسخه باستمرار حتى تنفجر وتموت في النهاية؛ لتطلق الفيروسات الجديدة وتصيب خلاياً مناعية جديدة.

يقول كريج هندريكس، مدير قسم فهم الأدوية السريري في جميعية الطب بجامعة جونز هوبكنز: «تُصنف هذه الأدوية ضمن فئة الأدوية الوقائية عبر فيروس الإيدز، أو ما يُعهد بأدوية الوقاية ما قبل التعرّض، وتُعهد اختصاراً PeEP. وبالرغم عبر وجود دوائين مختلفين منها، إلا حتى آلية تأثيرها الأساسية واحدة. تؤخذ حبوب «تروفادا» مرة واحدة يومياً، وهي تعبير عن مزيج عبر دوائين هما: «إمتريسيتابين»، و«تينوفوفير ديسوبروكسيل فومارات»، وجميعاهما عبر مثبطات الإنزيم (أي هي جزيئات ترتبط بالإنزيم لتقليل نشاطه) المتنكرة في شجميع نيوجميعيوتيدات، وهي مصممة للارتباط بأنزيم فيروس الإيدز على وجه التحديد. ينبغي على الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس تناول هذه الأدوية يومياً، إذا ما رغبوا بحماية أنفسهم، وبشجميعٍ دائم طالما ما يزالون عرضة لالتقاط الفيروس، وتبلغ تجميعفة هذه الأدوية حوالي 2000 دولار شهرياً».

ويضيف هندريكس في هذا الصدد: «بمجرد حتى يمتص الجهاز الهضمي الدوائين السابقين، ويدخلان إلى مجرى الدم والبقع الساخنة الأخرى التي تحوي خلايا سي دي أربعة المناعية (خاصة المستقيم وعنق الرحم). يمكن لهذه الأدوية الدخول إلى داخل هذه الخلايا المناعية دون مشاجميع؛ نظراً لطبيعة بنيتها الجزيئية التي تسمح لها بذلك، ولحتى الخلايا المناعية لا تستجيب إلى هذه الجزيئات المصممة على شجميعِ مادةٍ وراثية مزيفة. إلى غير ذلك تصل تراكيز الدوائين إلى مستوياتٍ ثابتة في جهاز المناعة بعد حوالي أسبوعٍ عبر البدء بتناولها».

بعد حتى تتمركز الأدوية (أو الجزيئات الدوائية) المتنكرة في الخلايا التائية، إذا سقط والتقط الإنسان الذي يتناولها فيروس الإيدز عن طريق الاتصال الجنسي أو الحقن، لن يتمكن الفيروس عبر تمييزها عن المادة الوراثية الحقيقية للخلية، وسيفترض أنها عبر مكونات الحمض النووي الموجودة في الخلية. وبالتالي، وفي حال وجودٍ كميةٍ كافيةٍ منها في الخلية المناعية من طبيعة الحال، لنقد يحدث هناك أمام الأنزيم الفيروسي خيارٌ سوى الارتباط بها.

يقوم إنزيم الفيروس بعد ذلك بإنشاء الشريط المضاعف عبر الدنا المزيف -تماماً كما يعمل في الحالة العادية- لتكون مصنعاً للرنا الفيروسي. ولكن بمجرّد ارتباط الأنزيم بالنيوجميعيوتيدات المزيفة، تنهار العملية برمتها، ويفشل إنشاء جزيء حمض الدنا اللازم لعملية نسخ الفيروس، مما يوقف الانزيم في مساره، وبذلك يفقد الفيروس القدرة على الهيمنة واختطاف الخلية المناعية. وبمجرد حتى يفشل في السيطرة على الخلية المضيفة، يموت الفيروس في النهاية. في الحقيقة، آلية عمل أدوية ما قبل التعرض في هذه الحالة أشبه باعتماد الطاهي على وصفةٍ سيئة ل وجبة طعامٍ عبر كتاب الطبخ، لكّن الطاهي يمزّق كتاب الطبخ مطمئناً إلى أنه لن يحتاج إليه بعد ذلك، ولكن الطبخة احترقت، ولنقد يحدث هناك خيارٌ آخر لتجريبه.

دواء التروفادا

يتخصص دواء التروفادا بالخلايا المناعية، لكّن له أعراض جانبية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. فقد أظهرت الدراسات حتى الدوائين يدخلان إلى خلايا العظام والجميعى أحياناً، وبالتالي قد تؤثر على كفاءة هذه الأنظمة عبر خلال اغتال الميتاكوندريا في خلاياها، وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى اغتال الخلايا نفسها. إلا حتى هندريكس يشير إلى أنه لا داعي للقلق بالنسبة للأشخاص الذين لديهم جميعى وعظام سليمة وصحية عند البدء بتناول هذا النوع عبر الأدوية، ومع ذلك، ينبغي استشارة الطبيب قبل أخذها. وبالرغم عبر هذه التحذيرات، يعتبر الكثير حتى تناول التروفادا آمنٌ تماماً مثل الأسبرين اليومي.

يقول هندريكس: «بينما تروّج شركة جيلاد لدواء «ديسكوفي» كنسخةٍ أكثر أماناً عبر الدواء -وقد حمل السقمى دعوى قضائية ضد الشركة لاحتكارها هذا الدواء لغاياتٍ تجارية- ينبغي حتى لا يقلق عبر يتناولون دواء تروفادا حالياً. في الواقع، الآثار الجانبية السلبية لدواء تروفادا على وظائف الجميعى والعظام منخفضة جدًا في بداية تناوله، بينما آثار دواء ديسكوفي الجانبية أقل بقليلٍ فقط بالمقارنة. يتمثل الفرق الرئيسي بين الدوائين في حتى الدواء الجديد يستخدم مادة تينوفوفير ألافيناميدي (TAF) بدلاً عبر التينوفوفير ديسوبروكسيل فومارات(TDF). حيث حتى جميعاهما تعبيرٌ عن مادةٍ تحمل عقار تينوفوفير، الجزيء الفعال في محاربة فيروس الإيدز، إلى الخلايا المناعية في الجسم في الأساس. وبالرغم عبر حتى قدرة جزيء «TAF» على المرور عبر أغشية الخلايا المناعية أكبر قليلاً عبر قدرة جزيء «TDF»، إلا حتى جميعا الجزيئين، وبمجرّد حتى يصبحا داخل الخلية، يتمتعان بنفس الفعالية في إحباط فيروس نقص المناعة البشرية».

تحارب أدوية ما قبل التعرّض فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) فقط، ولا تحمي عبر الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً، مثل السيلان والجميعاميديا والزهري. يجب على السقمى الذين يتناولون هذه الأدوية مراجعة أطبائهم جميع ثلاثة أشهر لإجراء اختبارٍ لجميع الأمراض المنقولة جنسياً، إلى جانب التحاليل اللازمة لفحص صحة الجميعى. ووفقاً لهندريكس، فإذا على السقمى تناول هذه الأدوية يومياً لحماية أنفسهم لانها بالأساس وقائية. ويشير إلى حتى بعض الإصابات قد حدثت نتيجة فشل المريض بالحفاظ على تناول هذه الأدوية بانتظام. ومع ذلك، فإذا بعض الأطباء والعيادات في الولايات المتحدة تسمح بخيار جرعة «ب-أ-1» عند الحاجة فقط، إذ حتى هذه الجرعة في معظم الحالات، تكون بنفس فعالية أخذ الحبوب يومياً.

يقول هندريكس: «الدواء نفسه يعمل بشجميعٍ جيد بالعمل، لكن لن يعمل طالما أنك لا تتناوله».