تُستخلص أوراق «القرطوم» الطبية التقليدية عبر أوراق شجرة استوائية دائمة الخضرة تُدعى «ميتراجينا سبيسيوسا»؛ حيث تنتشر زراعتها في دول جنوب شرق آسيا. شاع استخدام هذه الأوراق في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي كعقارٍ للنشوة وتسكين الآلام، وعلاج إدمان الأفيون، ويتم استيراد ما يقدّر بنحو طنين متريين منها شهرياً. تتكون الجرعة النموذجية عبر ثلاثة إلىخمسة جرامات؛ أي يوجد أكثر عبر 15 مليون أميركي يستهلك هذا العقار.

يستهلك الناس في جنوب شرق آسيا «القرطوم» منذ عدة قرون بأمان عن طريق مضغ الأوراق أو شربها مع الشاي. بينما يتسبب القرطوم في الولايات المتحدة -حيث يتوفر على نطاقٍ واسع- بالكثير عبر حالات التسمم والوفاة، وبصفتي صيدلياً وأستاذاً في الكيمياء الطبية، أردت دراسة السبب وراء ذلك.

بقي فريقنا يجري أبحاثاً على مدى أكثر عبر عقدٍ عبر الزمن حول القرطوم لتحديد الرأي الفهمي حول فوائده ومضاره المزعومة، ومعهدة السبب في حتى استخدامه في جنوب شرق آسيا آمن، بينما تفيد تقارير موثقة عن أضراره في الولايات المتحدة.

تقترح دراستنا الحديثة حتى المخاطر الناجمة عن استخدام القرطوم في الولايات المتحدة يعود إلى اختلاف طريقة تحضير منتجاته عن طريقة المستحضرات التقليدية في جنوب شرق آسيا. تُحضّر منتجات القرطوم التقليدية عبر الأوراق المحصودة حديثاً، في حين يعتمد إنتاجه في الولايات المتحدة على الأوراق المجففة التي يمكن أنقد يحدث هجريبها الكيميائي قد تغير خلال عملية التجفيف وبمرور الوقت.

وجهان للقرطوم

في ماليزيا وتايلاند، يستخدم الناس القرطوم منذ عدة قرون كشراب «شاي» لعلاج مجموعةٍ متنوعة عبر الأمراض، أو زيادة قدرة العمال على التحمّل؛ نظراً لتأثيره المنشط. عبر القاسي تحديد متى ولج القرطوم أول مرة إلى الولايات المتحدة، لكن سبب الاهتمام به هو فوائد اسخدامه المزعومة كبديلٍ عن الأفيون. لم يعتقد أحد مطلقاً أنه قدقد يحدث هناك فرق بين القرطوم المستخدم في الولايات المتحدة عن ذلك المستخدم في جنوب شرق آسيا، ومع ذلك، لفت النبات اهتمام إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وصنّفته كمخدرٍ ينطوي على المخاطر.

وبعد ازدياد المخاوف المتعلقة بالصحة العامة والسلامة عام 2016، كانت إدارة مكافحة المخدرات تنوي إدراج النبات؛ وخصوصاً مكوّنيه الكيميائيين «الميتراجينين» و «د-هيدروكسي ميتراجين»، في قائمة المواد الخاضعة للرقابة. هذا الإجراء لو أُقرّ كان سيؤدي إلى جعل استخدام القرطوم وهذين المركبين القلويديين (إذا استُخلصا عبر النبات) غير قانوني دون إذنٍ طبي.

بعدستة أسابيع فقط، أعربت إدارة مكافحة المخدرات أنها تراجعت عن نيتها تلك؛ حيث أثّرت آلاف التعليقات العامة التي أتى معظمها عبر الأفراد على الإدارة التي دفعتها للتراجع عن مخططها، ونطقت أنها ستنظر أيضاً في إجراء تقييم فهمي وطبي للقرطوم.

ماذا يقول الفهم عن هذا التراجعيا ترى؟

هل تعلم ماذا يعني واضح حتى الآن حتى هناك اختلاف بين الهجريب الكيميائي للقرطوم المحضّر تقليدياً، وبين الأوراق المجففة أو المستخلصات التجارية. وفقاً لتحليلاتنا الأخيرة، لا يحتوي الشاي المحضر تقليدياً على تراكيز قابلة للاكتشاف عبر مركّب د- هيدروكسي ميتراجين القلويدي؛ المركب الذي صنّفت إدراة مكافحة المخدرات على أساسه القرطوم في قائمة المخدرات الخطرة، جانب المركّب الرئيسي؛ الميتراجينين.

مستحضرات القرطوم التقليدية في ماليزيا

قمت بزيارة مغرسةٍ للقرطوم في يوليو/ تموز في ماليزيا، واطلعت مباشرةً على طريقة تحضيرها التقليدية. تُقطف الأوراق الطازجة يومياً، وفي غضون دقائق، تُنقل لتُغلى في الماء لبضع ساعات ل شاي القرطوم، ثم يُعبأ في زجاجاتٍ أو عبواتٍ بلاستيكية للاستهلاك. يشرب معظم مستهلكي الشاي التقليديين ثلاثة أكوابٍ على فترات متباعدة خلال النهار؛ وذلك عن طريق تمديد الشاي بنفس الكمية عبر الماء.

يُعد القرطوم مشروباً منعشاً أيضاً؛ مثل القهوة أو الشاي، كما يستخدمه المدمنون هناك لتجنّب أعراض الانسحاب عندما يستنفذون مخزونهم عبر الأفيون، لذلك ازداد استخدامه في الولايات المتحدة كبديلٍ لتخشىيف الألم عند محاولة الإقلاع عن المواد الأفيونية، ومن هنا برز السؤال الحقيقي الذي كان علينا طرحه كباحثين: هل يمكن استخدام القرطوم في تدبير إدمان الأفيونيا ترى؟ وهل هو علاج شرعييا ترى؟

سمّية نبات القرطوم في الولايات المتحدة

وفقاً للتقارير الفهمية حول تحاليل منتجات القرطوم التجارية المتاحة في الولايات المتحدة؛ يمكن حتى تختلف نسبة 7– هيدروكسي ميتراجين عبر منتجٍ لآخر، ونظراً لحتى أوراق القرطوم الطازجة لا تحتوي على تراكيز قابلةٍ للاكتشاف مخبرياً عبر تلك المادة؛ أردنا البحث عن السبب.

هناك مرشد على حتى النبات لا ينتج ذلك القلويد، ولكنه يظهر بعد حصاد الأوراق وتجفيفها. فقد أبلغت الأبحاث السابقة إلى حتى نسبة د- هيدروكسي ميتراجين تصل إلى 2% عبر إجمالي محتوى القلويدات الجميعّي في أوراق النبات المجففة.

تُ جميع منتجات القرطوم التجارية في الولايات المتحدة عبر أوراق القرطوم المجففة أو عبر مستخلصاتها المركزة، ويُعتبر د-هيدروكسي ميتراجين النقي -من الناحية الفهمية- مادة أفيونية ثبت أنها يمكن حتى تسبب مخاطر تتعلق بالسلامة إذا ما أُسيء استخدامها، ومن المعروف أيضاً حتى الميتراجين (القلويد الرئيسي) يتحول إلى د-هيدروكسي ميتراجيين في الأمعاء والكبد.

من ناحيةٍ أخرى؛ كانت مخاطر الإدمان على الميتراجين النقي ضئيلة أو معدومة، وأظهر قدرةً على تقليل الرغبة في تناول المواد الأفيونية؛ التي تسبب الإدمان في التجارب على الفئران.

لذا فإذا السؤال الرئيسي هو: ما مقدار الجرعة المسموح بها عبر «د-هيدروكسي ميتراجيين» في منتجات القرطوميا ترى؟ لا يزال هذا السؤال بلا إجابة، لكن التباين الواسع في نسبة هذا القلويد بين منتجات القرطوم في الولايات المتحدة قد يفسر سبب التقارير المتزايدة عن سميتها. في الواقع، ما تزال الفوضى وعدم التنظيم تعم سوق المكملات الغذائية في الولايات المتحدة، لذلك ينبغي الحذر عند شراء منتجات القرطوم بالعمل.

أحدث النتائج

وجد فريقي البحثي في الدراسة الأخيرة أنه يمكن استخدام شاي القرطوم كعلاجٍ للانسحاب عبر إدمان المواد الأفيونية، والمساعدة في الإقلاع عنها. مع ذلك، لا تزال الدراسات السريرية المضبوطة على البشر غائبة، وهي ضرورية لتقييم سلامة وفعالية هذا العلاج.

في الواقع، القياسات غير الموثوقة لنسب المواد القلويدية في منتجات القرطوم تخلق حالة عبر عدم اليقين بشأنها، لذلك يفضّل استهلاك منتجاته المحضّرة بالطريقة التقليدية إلى حتى يُصار إلى وضع مواصفات معيارية لمنتجاته. يجب على مجتمعنا حتى يوازن بين المخاطر والفوائد المفترضة، سليم حتى مخاطر الإدمان على القرطوم منخفضة، ولكن هناك أشخاصاً يُعالجون عبر إدمان القرطوم بالعمل؛ حيث يفترض فريقنا حتى ذلك يعود إلى جودة منتجاته الرديئة، وزيادة الجرعة المُستهلكة. هذا ما يقوله الفهم عن القرطوم، ولا يزال القرار بشأنه معلقّاً حتى الآن.