بيّن الفهماء طريقة الطهارة عبر خروج المذي؛ حيث يغسل الرجل موضع خروج المذي إذا أراد الصلاة، أو الطواف، أو مسّ القرآن الكريم، ثمّ يتوضأ وضوءه للصلاة، ولا يحتاج الرجل للاغتسال بعد خروج المذي؛ لأنّ خروجه لا يُوجب الغسل، وأمّا تطهير الثياب التي يُصيبها المذي؛ فقد اختلف فيها الفهماء؛ فمضى أحمد والشوكاني إلى أنّ تطهير الثياب التي يُصيبها المذيقد يحدث بالنضح بالماء فقط، دون الغسل، وفي الحديث عن سهل بن حنيف نطق: (كنتُ ألْقَى عبر المَذْيِ شدةً وعناءً، وكنْتُ أُكْثِرُ منه الاغتسالَ، فذكرتُ ذلك لرسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فنطق: إنَّما يُجْزِئك عبر ذلك الوضوء، فقلتُ: يا رسولَ الله، كيف من الممكن أن بِما يُصيب ثوبييا ترى؟ نطق: "يكفيكَ حتى تأْخُذَ كفّاً عبر ماءٍ فتَنْضَح به ثوبَك حيثُ تَرى أنَّه قد أصاب منه)، أمّا جمهور الفهماء فأفتوا بوجوب غسل الثياب التي أصابها المذي، قياساً على سائر النجاسات.

يختلف المذي عن المني في صفاته وأحكامه؛ فالمذي هو ماءٌ أبيض لزجٌ يخرج عبر الرجل والمرأة، أمّا المني فهو ماءٌ أبيض ثخينٌ يخرج عبر الرجل بشجميعٍ متدفقٍ، ورائحته تُشبه رائحة طلع النخيل، ويعقب خروجه فتورٌ في الجسم، والمذي ماءٌ نجسٌ تكون طهارة البدن منه بالوضوء وليس الغسل، أمّا المني فهو ماءٌ موجبٌ للاغتسال، سواءً كان خروجه بسبب الجِماع أو الاحتلام، وإذا أصاب شيءٌ منه الثوب؛ فيُستحب فركه، وإذا صلّى المسلم وآثار المني على ثوبه؛ فلا تضرّه، وتكون صلاته سليمة.